تعرف على علم أقليم كردستان الحبيبة, تاريخه, ورموزه, وشعاره, وألوانه.
اقتبس من أرين كوجر في 25 فبراير، 2019, 7:30 صعَلَم كوردستان، رموزه وشعاره وألوانه
د. مهدي كاكه يي
لمناسبة يوم العَلَم الكوردستاني الذي يصادف 17 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، أعيد نشر هذا المقال، حيث أود أن أتحدث فيه عن دلالات علم كوردستان ورموزه وشعاره وألوانه. إنّ هذا العلم أصبح اليوم رمزاً لدولة كوردستان التي يُنتظر تأسيسها وعلماً مُعتمَداً من قِبل غالبية شعب كوردستان، يرفرف عالياً في كافة أنحاء كوردستان.
في سنة 1998، قام كلٌ من مهرداد إيزادي (Mehrdad Izady) و بيچان ألياسي (Bijhan Eliasi)1 بإعداد وثيقة تتضمن تصميم للعلم الوطني الكوردستاني الحالي حسب المعايير الدولية للعلَم. لقد تمّ الإقرار به من قِبل مركز العَلم الدولي. في سنة 1999، إعتمد پرلمان إقليم جنوب كوردستان هذا النموذج من العلم ليكون العلم الرسمي لكوردستان. في سنة 2009، قرر پرلمان إقليم جنوب كوردستان أن يكون 17 كانون الأول من كل عام يوماً للعلم الوطني الكوردستاني، يتم الإحتفاء به في جميع أنحاء كوردستان.
يتألف علم كوردستان من ثلاث مستطيلات أفقية متساوية المساحة. ألوان هذه المستطيلات من الأعلى الى الأسفل هي الأحمر و الأبيض و الأخضر. يبلغ عرض العلم ثُلثَي طوله. يتوسط العلم شعار عبارة عن شمس صفراء اللون. الشمس لها 21 شعاعاً متساوياً في الحجم والشكل. الشمس تقع تماماً في منتصف العلم وموضوعة في العلم بحيث يمر الخط العمودي المار بمنتصف الشمس، من خلال أعلى نقطة له.
اللون الأحمر الذي يؤلّف القسم العلوي من العلم الكوردستاني يرمز الى النضال الكوردستاني المخضّب بالدماء. اللون الأبيض في وسط العلم يرمز الى إيمان شعب كوردستان بالسلم والسلام. الجزء السفلي ذو اللون الأخضر يرمز الى جمال طبيعة كوردستان وخصوبة تربتها والزراعة والخضار فيها. الشمس والعدد (21) لهما أهمية ثقافية ودينية كبرى في العقيدة الدينية اليزدانية2. في الديانة الميترائية التي تتجلى في الديانة اليزدانية والتي هي الديانة الأصلية للشعب الكوردي، الشمس هي رمز إله الشمس (ميترا). يعتقد معتنقو الديانة اليزدانية بأن فترة الحمل لجميع الشخصيات الدينية اليزدانية المقدسة تستغرق 21 يوماً فقط. كما أنه في العقيدة اليزدانية فأن روح الإنسان المتوفي تنتقل الى جسم شخص آخر من خلال تناسخ الأرواح بعد 21 يوماً من وفاته. لذلك إختار الپروفيسور مهرداد إيزادي (21) شعاعاً للشمس التي تتوسط علم كوردستان الحالي، كرمز لولادة الأمة الكوردية وولادة هويتها ونهضتها وحضارتها من جديد، كما هي في العقيدة اليزدانية. هكذا فأن الأشعة الواحدة والعشرين لِشمس العَلَم الكوردستاني ليست لها علاقة بالتاريخ الميلادي كما يظن الكثير من الناس ولا علاقة لها بِعيد نوروز، عيد رأس السنة الكوردستانية الذي يصادف الحادي والعشرين من آذار. كما أن أسلاف الكورد السومريين كانت الشمس مقدسة عندهم والشمس الى اليوم هي مقدسة لدى معتنقو فروع الديانة اليزدانية (الإيزيدية، الهلاوية، الشبك، الدروز، اليارسانية) ويحلفون بها ويتضرعون إليها. هكذا فأنّ الشمس عند الشعب الكوردي لها دلالات تاريخية ودينية عريقة. هذا لا يعني بأنّ العلَم الكوردستاني ظهر حديثاً، بل أنه رمز كوردي قديم، إلا أن مواصفات العلَم هي مواصفات جديدة، تتطابق مع المواصفات العالمية. الحديث عن تاريخ العلَم الكوردستاني يحتاج الى مقالٍ مستقل، أأمل أن أتحدث عنه في فرصة سانحة.
الميثرائية تتجسد في الدين اليزداني، حيث أنّ الميثرائية هي دين كوردي قديم جداً، إعتنقه الشعب الآري قبل أكثر من 4000 سنة. كما أن الديانة الزردشتية إنشقت عن اليزدانية، لذلك عندما بدأ زردشت بنشر دينه في كوردستان، لاقى معارضة كبيرة من أهالي المنطقة الذين كانوا يعتنقون الدين اليزداني، فإضطر زردشت أن يترك منطقته (مدينة ورم? "أورمية") ويهاجر الى خراسان، حيث قام هناك بنشر دينه. الفرس إعتنقوا الدين الزردشتي وإستغلوه لأهداف سياسية لإستلام الحكم وبناء دولة لهم. لذلك يمكن إعتبار الزردشتية فرعاً من الديانة اليزدانية، حيث أنّ الكثير من مبادئ وفلسفة وطقوس الزردشتية مأخوذة من الدين اليزداني.
أود أن أشير أيضاً بأن الديانات الكوردية القديمة مثل الإيزدية والهلاوية والشبك والدروز واليارسانية هي فروع للدين اليزداني وأن فلسفة و طقوس وآداب هذه الأديان تكاد تكون متطابقة مع بعضها، بإستثناء إختلافات طفيفة جداً بينها التي حصلت نتيجة التباعد الجغرافي الذي يعزلهم عن البعض وتشتت معتنقيها الناتج عن إحتلال كوردستان من قِبل عدة دول.
أختتم المقال بتقديم أجمل التهاني الى شعب كوردستان لمناسبة يوم العلم الكوردستاني، الذي هو رمز لتأريخه العريق وحضارته العظيمة وفلسفته ومعتقداته ورمز لنضاله الدامي وعشقه للحرية وحبه للعمل وإيمانه بالسلم العالمي.
عَلَم كوردستان، رموزه وشعاره وألوانه
د. مهدي كاكه يي
لمناسبة يوم العَلَم الكوردستاني الذي يصادف 17 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، أعيد نشر هذا المقال، حيث أود أن أتحدث فيه عن دلالات علم كوردستان ورموزه وشعاره وألوانه. إنّ هذا العلم أصبح اليوم رمزاً لدولة كوردستان التي يُنتظر تأسيسها وعلماً مُعتمَداً من قِبل غالبية شعب كوردستان، يرفرف عالياً في كافة أنحاء كوردستان.
في سنة 1998، قام كلٌ من مهرداد إيزادي (Mehrdad Izady) و بيچان ألياسي (Bijhan Eliasi)1 بإعداد وثيقة تتضمن تصميم للعلم الوطني الكوردستاني الحالي حسب المعايير الدولية للعلَم. لقد تمّ الإقرار به من قِبل مركز العَلم الدولي. في سنة 1999، إعتمد پرلمان إقليم جنوب كوردستان هذا النموذج من العلم ليكون العلم الرسمي لكوردستان. في سنة 2009، قرر پرلمان إقليم جنوب كوردستان أن يكون 17 كانون الأول من كل عام يوماً للعلم الوطني الكوردستاني، يتم الإحتفاء به في جميع أنحاء كوردستان.
يتألف علم كوردستان من ثلاث مستطيلات أفقية متساوية المساحة. ألوان هذه المستطيلات من الأعلى الى الأسفل هي الأحمر و الأبيض و الأخضر. يبلغ عرض العلم ثُلثَي طوله. يتوسط العلم شعار عبارة عن شمس صفراء اللون. الشمس لها 21 شعاعاً متساوياً في الحجم والشكل. الشمس تقع تماماً في منتصف العلم وموضوعة في العلم بحيث يمر الخط العمودي المار بمنتصف الشمس، من خلال أعلى نقطة له.
اللون الأحمر الذي يؤلّف القسم العلوي من العلم الكوردستاني يرمز الى النضال الكوردستاني المخضّب بالدماء. اللون الأبيض في وسط العلم يرمز الى إيمان شعب كوردستان بالسلم والسلام. الجزء السفلي ذو اللون الأخضر يرمز الى جمال طبيعة كوردستان وخصوبة تربتها والزراعة والخضار فيها. الشمس والعدد (21) لهما أهمية ثقافية ودينية كبرى في العقيدة الدينية اليزدانية2. في الديانة الميترائية التي تتجلى في الديانة اليزدانية والتي هي الديانة الأصلية للشعب الكوردي، الشمس هي رمز إله الشمس (ميترا). يعتقد معتنقو الديانة اليزدانية بأن فترة الحمل لجميع الشخصيات الدينية اليزدانية المقدسة تستغرق 21 يوماً فقط. كما أنه في العقيدة اليزدانية فأن روح الإنسان المتوفي تنتقل الى جسم شخص آخر من خلال تناسخ الأرواح بعد 21 يوماً من وفاته. لذلك إختار الپروفيسور مهرداد إيزادي (21) شعاعاً للشمس التي تتوسط علم كوردستان الحالي، كرمز لولادة الأمة الكوردية وولادة هويتها ونهضتها وحضارتها من جديد، كما هي في العقيدة اليزدانية. هكذا فأن الأشعة الواحدة والعشرين لِشمس العَلَم الكوردستاني ليست لها علاقة بالتاريخ الميلادي كما يظن الكثير من الناس ولا علاقة لها بِعيد نوروز، عيد رأس السنة الكوردستانية الذي يصادف الحادي والعشرين من آذار. كما أن أسلاف الكورد السومريين كانت الشمس مقدسة عندهم والشمس الى اليوم هي مقدسة لدى معتنقو فروع الديانة اليزدانية (الإيزيدية، الهلاوية، الشبك، الدروز، اليارسانية) ويحلفون بها ويتضرعون إليها. هكذا فأنّ الشمس عند الشعب الكوردي لها دلالات تاريخية ودينية عريقة. هذا لا يعني بأنّ العلَم الكوردستاني ظهر حديثاً، بل أنه رمز كوردي قديم، إلا أن مواصفات العلَم هي مواصفات جديدة، تتطابق مع المواصفات العالمية. الحديث عن تاريخ العلَم الكوردستاني يحتاج الى مقالٍ مستقل، أأمل أن أتحدث عنه في فرصة سانحة.
الميثرائية تتجسد في الدين اليزداني، حيث أنّ الميثرائية هي دين كوردي قديم جداً، إعتنقه الشعب الآري قبل أكثر من 4000 سنة. كما أن الديانة الزردشتية إنشقت عن اليزدانية، لذلك عندما بدأ زردشت بنشر دينه في كوردستان، لاقى معارضة كبيرة من أهالي المنطقة الذين كانوا يعتنقون الدين اليزداني، فإضطر زردشت أن يترك منطقته (مدينة ورم? "أورمية") ويهاجر الى خراسان، حيث قام هناك بنشر دينه. الفرس إعتنقوا الدين الزردشتي وإستغلوه لأهداف سياسية لإستلام الحكم وبناء دولة لهم. لذلك يمكن إعتبار الزردشتية فرعاً من الديانة اليزدانية، حيث أنّ الكثير من مبادئ وفلسفة وطقوس الزردشتية مأخوذة من الدين اليزداني.
أود أن أشير أيضاً بأن الديانات الكوردية القديمة مثل الإيزدية والهلاوية والشبك والدروز واليارسانية هي فروع للدين اليزداني وأن فلسفة و طقوس وآداب هذه الأديان تكاد تكون متطابقة مع بعضها، بإستثناء إختلافات طفيفة جداً بينها التي حصلت نتيجة التباعد الجغرافي الذي يعزلهم عن البعض وتشتت معتنقيها الناتج عن إحتلال كوردستان من قِبل عدة دول.
أختتم المقال بتقديم أجمل التهاني الى شعب كوردستان لمناسبة يوم العلم الكوردستاني، الذي هو رمز لتأريخه العريق وحضارته العظيمة وفلسفته ومعتقداته ورمز لنضاله الدامي وعشقه للحرية وحبه للعمل وإيمانه بالسلم العالمي.